قارئي العزيز رأيك يهمني بحق للوقوف على حدود تجربتي فأرجو ألا تبخل علي ّ به
رجاء اختيار القصيدة المطلوبة لقراءتها أو لترك تعليق خاص بها

Sunday, July 1, 2007

ليلة عادية لرجل عادي



1
كان البدر كما عداته
يعدو كي يلحق موعده الضائع
فتعاتبه الشمس كما عادتها
فيعلل ذاك كما عادته :
إن الحافلة العامة لم تأت بموعدها اليوم
*****
و أنا مثل العادة أيضا ًأنتظر الحافلة العامة ْ
ألتحف ببردي يدفيني
أقتات بجوعي يكفيني
و الشحاذ كما عادته يدفن كيس الغلة خلفه ْ
تأتي الحافلة المكتظة ْ
تزداد بإظلامي ظلمة ْ
2
كان النيل كما عادته
يجمع أعقاب الليل المحترقة ْ
ينفخها في وجه الريح ْ
فتصيح ْ
و تهب لتنفخها في وجه النيل
فينفخها في وجه الريح
يثرن بشئ ٍ من جلبة ْ
فيقـُدَّان بلا قصد ٍ
نوم بيادقنا المرتصين المنثورين بلا جدوى
في رقعة شطرنج الدولة ْ
فيشدان من الأعناق كما اعتادا
و يساقان إلى تحقيق ٍ
لن يجرى
*****
و أنا أتتبَّع قطع الدومينو
في طاولة صديق ْ
يضحك النرد جدا ً
و أنا أسأله دشا ً آخر ْ
و أسائل شايي بعض الدفء العابر ْيشتد البرد بلا رد ٍفأعود إلي َّ كأي غريق ْ
3
في ذاك الركن من الملهى
كالعادة تهمى
قاهرة الشوق /
الشرق /
البدء /
المنهى
رائعة ٌ جدا ً كالعادة
و عجوز ٌ جدا ً كالعادة
ترقص في شفتي فارسها
ليل الأفئدة المنقادة ْ
و تراوغ جيش مريديها
تنثر في أنف ٍ فتنتها
و أنا في ذاك الركن من الملهى
أكواب ٌ و الحزن و ليلى
ترمي قاهرة الشوق /
الشرق /
البدء /
المنهى
عينيها و تراود عيني َّ بعنف ٍ
أصفع في ضيق ٍ عينيها
فتلاحظ ليلى تلكزني و تصيح بعنف ٍ :
لن أبقى
تعدو هاربة ً أتبعها
*****
اليوم كما العادة أيضا ً
في ذاك الركن من الملهى
تهمى
قاهرة الشوق /
الشرق /
البدء /
المنهى
رائعة ٌ جدا ً كالعادة ْ
و عجوز ٌ جدا ً كالعادة ْ
ترقص في شفتي َّ فارسها
ليل الأفئدة المنقادة ْ
و تراوغ جيش مريديها
تنثر في أنف ٍ فتنتها
و أنا في ذاك الركن من الملهى
أكواب ٌ و الحزن و دفتر ْأرمي عيني َّ تراودها
تبتسم إلي َّ
يظن الفارس أن البسمة تقصده
يتبختر ْفإذا ما رحل أجالسها في ذات الركن من الملهى
نتضاحك جدا ً
كم كان غبيا ً
كم كنت ذكيا ً ساعتها
أضحك ... تضحك
أضحك ... تضحك
أنقر مثل الديك يديها أستكشف دنيا عينيها
فإذا قمت ُ وحيدا ً
يأتي ذاك الجالس في ذاك الركن من الملهى
يتخذ مكاني جانبها
يتضاحك جدا ً
كم كان ذكيا ً
كم كنت غبيا ً ساعتها
4
كان الليل كما عادته
يقف على كورنيش النيل
و حبيبته ليلى معه ُينقر مثل الديك يديها
يستكشف دنيا عينيها
و يغيظ حبيبته الأولى قاهرة الشوق /
الشرق /
الوجد /
الملهى
يرمي بقشور اللب الأبيض نهديها
و يقاسم ظله ظل حبيبته في ملأ فراغات الشارع
- شارعها -
و حبيبته ليلى معه
فإذا وصلا بابه
برفض أن يدخله وحده
و أنا وحدي
أحسو قهوة وقتي وحدي
أكتب / أشطب شعري وحدي
و أعيد قراءة تاريخي في ألبوم الصور الباهت
أجتر حروبي ... غزواتي
يأتي صوت الليل الوقح
كي يغتصب بكارة صمتي
و حبيبته ليلى معه
في شقته السفلى
و برغم محاولتي أن أقتنع بكون الليل كمايا وحده ْ
تتزايد أحزاني حده ْلكني أرجع في ثقة ٍ
حين أرى قاهرة الليل /
الشوق /
الوجد /
الملهى
تقف كقط ٍ قذر ٍ تلهث ُ
خلف النافذة المفتوحة ْ
و تتابع سيدها الأول ولهانا ً فرِحا ً مذبوحا
يلمحها الليل بطرف العين
يغازل شعر حبيبته
و يقض براءة شفتيها
يصنع من فيها أشرعة ً
و يجوب البحر بلا ميل ْ
فأشد ستاري منتشيا ًأكتب في نوتي أن أشري مثل العادة
بعض الخبز و كيسي ّ جيل ْ
أغمض نور الصالة /
أخطو
و أشد غطائي كي أغفو مثل المعتاد
بلا ميل ْ

No comments: