قارئي العزيز رأيك يهمني بحق للوقوف على حدود تجربتي فأرجو ألا تبخل علي ّ به
رجاء اختيار القصيدة المطلوبة لقراءتها أو لترك تعليق خاص بها

Sunday, July 1, 2007

نجلاء



عند انثيال الضوء بين الأروقة
و صباح عينيها يغطي ما تعرى من نهار ْ
النصف بعد التاسعة ْ
و عقارب التوقيت تدهسني انتظار ْ
و حصار عينيها يلفلفني و روحي عالقة ْ
بعض الثواني المقلقة ْ
و تجيئ عائمة ً على شجني
تقابلني ...
تقابلني كطفل ٍ عابث ٍ يلعب ْ
كصبح ٍ أتعب الدنيا و لم يتعب ْربيعا ً زارني خطأ ً بتشريني
تعربد في هوى نفسي
تخربش في شراييني
فينمو بيننا شئ ٌ
يهدهدنا
و يحمينا
يبرعم حبنا فينا
تضئ كفوفنا أملا ً
نغرد كيفما نهوى
و عيني ملأ عينيها
و عيناها مهاد ٌ راح يأوينا
*****
كاليوم كان لقاؤنا الأول ْ
ما بيننا شبر ٌ بساحة الانتظار ْ
غيم الشوارع و انثيال الوقت
و الصبح المعطر بالخطاوي و القطار ْ
و رأيتها
عند التقاء ربيعها بشتائي
كانت إزائي و اقفة ْ
و عقارب التوقيت أيضا ً واقفة ْ
و الشمس أيضا ً فوق كفي واقفة ْ
ضاقت ذراعا ً بالمدار ْ
ما أجمل الدنيا بغير دوار ْ
هل من لقاء ٍ سابق ٍ
فتجيب :
لا ... لا أعتقد ْ
من أين أنت ِ؟
من هناك ْ
و أنا لسوء الحظ لم أسكن هناك ْ
فتبسمت و تعانقت نظراتنا
و تداخلت كل الجهات ْ
في خلسة ٍ عن أعين الرقباء
نامت فوق كفي
و سنا نهار ٌ من شفانا لا ينام ْ
و أتى القطار فلم يساورنا اهتمام ْ
*****
الليل ميلاد ٌ لشئ ٍ لم يحن ْ
و أنا كبوذي ٍ حقير ْ
أجثو هنا قرب السرير ْ
أختا أول جماة ٍ برسالتي
فتشت في كتب الهوى
و مجلدات المقلتين ْ
و وضعت ساقا ً فوق ساق ِ
جلست مشدوه اليدين ْ
غازلت أوراقي و كتبي
و الملابس و المشاجب
و ارتعاش السالفين ْ
ساءلت مصباحي كلاما ً ناعما ً
و سألت أوراقي بدايات الكلام ْ
بعد السلام ْ
نجلاء ...
نجلاء يا وجع السواقي في بلاد الضائعين ْ
يا عودة الغرباء من مدن القمر ْ
نجلاء يا دهش السفر ْ
يا دمع تشرين الحزين ْ
نجلاء يا أرضي
نجلاء يا أرضي التي ملـَّكتها أمري و كل مقالدي
و اخترت دور مهرج ٍ
يجثو جوار العرش يشدو الحاكمين ْ
يهب القداح شرابها
و يبوس كل الزائرين ْ
فأتت بمحض إرادة ٍ
لتنصبنـّي حاكما ً
و تجئ تحمل لي الهدايا
و العطايا
و الدعاء َ
قصائد ً همزية ً
تشدو بشكر الشاكرين ْ
و أنا بعرشي فاتح ٌ
أملي شروطي مثل كل الفاتحين ْ
و الآن تطلب أن أعود مهرجا ًيجثو جوار العرش يشدو الحاكمين ْ
و تظن قلبي طيبا ً كالعاشقين الطيبين ْ
سحقا ً لك ِ
سحقا ً لك العاشقين ْ
*****
قلها إذن ...
قلها و مت ْ
أنا لن أقول لأنني من قبل مـت ْ
*****
نجلاء يا نوارتي لا تذهبي
بالله لاتتهربي
لا ترهبي
ما عدت ُمن سكن الترائب و المقل ْ
من كان يقتلهم هنا
ألفيه من زمن ٍ رحل ْ
الأمس حطم ما بنى
و الضوء عن قلبي ونى
و أنا هنا كهل ٌ يراجع ما فعل ْ
من كان يوما ً نحلة ً تهب العسل ْ
الآن يجتر العسل ْ
لا ترهبنـّك سطوة القلب الذي
قد كان في يوم ٍ هنا
قلبي ضياء ٌ قد أفل ْ
ماذا يخيفك في ضياء ٍ قد أفل ْ
عمري قطار ٌ راحل ٌ
كوني بآخر رحلة ٍ مدن الأمل ْ
قد عشت عمري تائها ً
بين النهايات المريضة كالثمل ْ
و أتيت أنت تبدئين لي َ الجمل ْ
نجلاء يا نوارتي كوني معي
لا تتركيني كي أفتش عن هوى أخرى تعي
ما عاد بعد العمر عمر ُ
العمر لا يسع اثنتين ْ
و القلب لا يسع اثنتين ْ
و العجز قد طال اليدين ْ
و الموت يسكن مدمعي
كوني معي ...
كوني معي ...
*****
كاليوم كان لقاؤنا الأول ْ
ما بيننا شبر ٌ بساحة الانتظار ْ
و اليوم جئنا لاهثين ْ
بالله أين قد اختفى ذاك القطار ْ
ماذا جرى ؟
و تساءلت نظراتنا
- ماذا جرى ؟
و تساءلت همساتنا
- ماذا جرى ؟
أين التهامس و التلامس و الحنين ْ ؟
غاب ابتهاج الساعدين الوارفين
ضاعت تواشيح اليدين
ماتت تسابيح الجبين ْ
أفنحن ذات العاشقين ؟
أم نحن غير الآخرين ْ؟
كلماتنا قد غافلتنا و انقضت
أيام ما كنا
أرانا جالسين
و قد مضت
الصمت يغزونا و يملأ حلقنا
و يهيم رقصا ً بيننا
فوق الشراشف و المناضد و السنين
و نظل رغم الصمت أيضا ً جالسين
زمن الجفاف قد ابتدا
أفهل يعي أيلول ما طع الربيع ْ ؟؟!!
أم هل يعود الموج موجا ً حين يكسره السفين ْ ؟؟!!
تعوي نواقيس الفراق ِ
تقافزين
و تجلسين بقربه
- من أين أنت ؟
- من هناك ْ
- و انا لسوء الحظ لم أسكن هناك ْ
تتبسمين و تذكرين ْ
يأتي القطار مزمجرا ً
و مبعثرا ً ما قد تبقى في هوانا من حنين ْ
ينفض كل الواقفين ْ
إلا أنا
و اثنين غير مسافرين ْ !!!

14 comments:

فتاة عشوائية said...

أولا : مبروك الديوان
ثانيا : أول مرة أكمل قصيدة خيال علمى -على رأى شيكو- لحد الآخر
إنت شاعر متمكن
ربنا يوفقك

إبـراهيم ... said...

أقول لك (على ) حاجـة ! ، ربما تكون مشكلة هذه القصيدة ـ في نظري ـ العنوان ! ،
نجلاء !
زي سلمى
و غادة
ومنال !!

..............
بقينا للأسف بنفكر أكثر ، ومش مقتنعين إن القصيدة تبقى باسم المحبوبة ! ، ما علينا


جميل برضه
ولا أقول لك
القصيدة دي آآآآخــــــر جمال

محمد مصطفى said...

هاي علا
اولا الله يبارك فيكي
ثانيا مبسوط جدا لاني صاحب السبق ده

محمد مصطفى said...

ابراهيم
اممممممممممم
هو فعلا معاك حق ان ده بقى كتير بشكل ملحوظ
بس ده مش اسم بنت
دي اختصار لكلام كتييييييييير لوصفها فهي المميز فيها ان عينيها كده
بس

أحمد سلامــة said...

ماشاء الله عليك
قلمك الشعري رائع
ومتمكن جدا جدا من العاب الوزن
انا قارىء جيد على فكرة خد كلامة ثقه مش مجاملة
:)
بس عتاابي
او ملاحظتي الوحيدة كان الفصل ما بين فقرة وفقرة في القصيدة كنت بحس بوقعة في الوزن على بال ما بتعود على البحر الجديد
بس هو ممتااز
هكمل الباقي واجي
salam

محمد مصطفى said...

سلامة
ازيك يا رفيق
يسعدني رأيك و يشرفني جدا
الوقعة في الوزن لم أفهم معناها جيدا
لكن أتمنى أن تغير رأيك عما قريب

أحمد سلامــة said...

مش وفعة في الوزن يعني خلل فيه
لا
انا قصدي فجوة بين مجموعات من البيات ف يالوزن بتاعها
وبين مجموعات تانية في نفس القصيدة
لكن طبعا الوزن كلو مطبوط جدا جدا مش محتاجة كلام
سعدت بمدونتك جدا

محمد مصطفى said...

أحمد سلامة
هاي إزيك
كنت لسه على بالي
حصل موقف لطيف جدا
أنا كنت فاكرك حد تاني خالص أعرف إن اسمه سلامة الطريف إنه بيستخدم نفس الصورة فبأرد بعشم بقى و بتاع
ههههههه
بجد سعيد بمرورك و اهتمامك جدا

عين ضيقة said...

انا كل ماادخلك بلوج هقولك مبروك بقى

وانت عد يبقى عليك ليا كام

ههههههه

المهم انى هعمل كوبى للشغل اللى مش عندى من الديوان ده
ميرسى كتير

وتحياتى

Haitham Abu Akrab said...

الموضوع حلو
ومبروك ع الديوان

.
.
.
.
.
.
خد كلامي زي تعليق سلامة

محمد مصطفى said...

هيثم
الله يبارك فيك

l0ma said...

بجد انا عاجزة عن التعبير القصيدة روعة روعة روعة انا هروح اكمل الديوان وبعدين هسبلك كومينت اخير بس البداية مسك يعنى اكيد الى جاى احلى وبجد ربنا يوفقك والفففففففف مبرووووك

محمد مصطفى said...

سعيد بمرورك يا لميس
و أنتظر ردودك

محمد فكري said...

نصّ جميل..

ومنتظر منك الأجمل ا نشاء الله

..
تقبل مروري :)